باحثة في «الغرافولوجي» تطرح حلولاً لمشكلاتهن ... الرسوم والخطوط


خلصت دراسة تحليلية، أجريت على خطوط ورسومات مئة طالبة يدرسن في المرحلة الابتدائية في محافظة الخبر، إلى أن 70 منهن، يعانين من مشكلات نفسية، أبرزها الاكتئاب، والقلق، والفوبيا، وانعدام الثقة في النفس والحرمان العاطفي. وأجرت الدراسة، التي شملت طالبات في مدارس «الأولى» في القاعدة الجوية، و»التاسعة» في الثقبة، و»الـ13 في الخبر، الباحثة في علم الخط مي الحمود، وهي أول سعودية مُعتمدة في علم الجرافولوجي والجرافوثيرابي من الفيدرالية العالمية.
وخلصت الحمود في دراستها التي نُفذت بالتنسيق مع مركز الإشراف التربوي في الخبر، إلى أن «طريقة الخط التي تستخدمها الطالبة تكشف عن مشكلاتها، ويتم تدعيم ذلك عبر رسوماتها أيضاً»، بحسب قولها لـ»الحياة»، مضيفةً «عندما بدأت في الدراسة التي استغرقت ثلاثة شهور، بين تحليل الخطوط والرسوم؛ لاحظت أن إحدى الطالبات تعاني من اكتئاب شديد، إذ تبدأ رسمتها من أسفل الصفحة، ما يدل على حزنها الشديد، كما كان التوتر حاضراً في اختيار أقلام التلوين، فقوة الضغط بدت واضحة، والألوان داكنة للغاية، وكذلك الخط، إذ كان يدل على ذلك». فيما بدت طالبة أخرى «أنانية ومتمركزة حول ذاتها، إذ تبين ذلك عبر إصرارها على جعل «التاء» المربوطة مفتوحة، وليست مقفلة، كما أن «ال» التعريف، بدت غير متوازية مع بعضها، كما كان رسمها مؤشراً واضحاً على أنها أنانية، وتعاني من أفكار سلبية، ولا بد من إطلاق الخيال لديها، وجعل الألف متوازية مع اللام، لتنمية موهبتها». وتسرد الحمود ترجماتها للخطوط والرسومات، التي تعتقد أنها «أفضل طريقة لكشف سلوك الطالبات في المدارس وتعديله»، مضيفةً «إحدى الطالبات كان واضحاً جداً أنها تسعى لإظهار نفسها، لكنها مترددة، ولا تتمكن من الدفاع عن نفسها، إذ تحتاج إلى الاهتمام في مواهبها، وإعادة الثقة في ذاتها، بتصغير حجم خطها، كما انه من الضروري مراقبتها، كي تبدأ رسوماتها من الأعلى، لتحررها من الأفكار السلبية»، مستدركةً «إحدى الطالبات كانت تقفل حرف «الهاء» بسبب شدة تكتمها، فيما المفترض أن تكون الهاء مفتوحة قليلاً، كي لا تتعرض الطالبة إلى ضغوطات من دون أن تبوح بها».
وكشف أحد الرسومات عن مشكلات أسرية تتعرض إليها طالبة، إذ لم يستهوها إلا رسم منزل في وسط الصفحة، ونوافذه كافة مغلقة ومظللة باللون الأسود. فيما أخرى تبادر، فور الإعلان عن بدء الحصة الفنية، واشتراط الرسم الحر من دون قيود على الطالبات، بملء الصفحة بقلوب حب غير مظللة، وداخلها وكل ما حولها ألوان داكنة، ما يدل على أنها «في حاجة إلى عاطفة أسرية، تحنو عليها، وتستمع إلى رغباتها، وتراعي مشاعرها» بحسب الحمود، التي بقيت تعمل على تحليل الخطوط والرسوم لمدة لا تقل عن ثلاثة شهور. وتلفت إلى أن «الطالبة التي تستهويها قلوب الحب تعاني من قيود اجتماعية وحرمان مستمر، إذ يلاحظ أنها لا تفضل كتابة حرف الحاء إلا على شكل مثلث، ما يعني عصبيتها، وعدم الاستماع إليها من المحيطين بها». وعلى النقيض من تلك الحالات، كانت الخطوط والرسوم شاهداً على عدد قليل من الطالبات، اللاتي يتميزن في سلوكهن الايجابي، كقوة التركيز والتواصل الاجتماعي. وتوضح الحمود «إحدى الطالبات لا تكتب النقاط الثلاث على حرف مثل «الشين» أو «الثاء»، على شكل مثلث، وإنما نقاط، ما يدل على قوة تركيزها. أما من تكتبها مثلثة، فهي عصبية جداً»، مضيفةً «استوقفني رسم لإحدى الطالبات، التي بدأت رسمها من يمين الصفحة، ما يدل على أنها مسؤولة جيدة، ولا تفكر في الماضي أثناء الرسم».
وحذرت الحمود أثناء اجتماعها مع أمهات الطالبات والمعلمات، اللاتي كن على إطلاع ومراقبة في فترة التعديل من الخط المعاكس، إذ «ينم عن أن الطالبة غير سوية، ويجب سرعة الانتباه إليها، والبحث عما يجول في داخلها»، مضيفةً «من الممكن الكشف عن الطاقة العالية في الجسد عند الفتيات، والبدء في تعديلها في المراحل الابتدائية قبيل المرحلتين المتوسطة والثانوية». وأشارت إلى أن «السلوكيات التي تم الكشف عنها جميعها، تمت معالجتها عبر المتابعة من المعلمة والأم، ويكون العلاج خلال 21 يوماً، من خلال تدريب الطالبة على الحروف التي يجب تعديلها، ويتم ذلك قبل النوم، لأنه في تلك الأوقات، تكون الطاقة قليلة واللا وعي في درجة كبيرة، والذاكرة في أقوى درجاتها، فخلال هذه الفترة، تتجدد الخلايا العصبية، والتجدد يزرع السلوك الايجابي، ونواصل أخذ عينات من الخط والرسم للطالبة، للتأكد من تعديل سلوكها».


http://ksa.daralhayat.com/local_news...526/story.html